“إذا كانت السرقة عن مهنة تُقطع يد السارق أمّا إذا كانت عن جوع فتُقطع يد الحاكم”، يستحضرنا هذا القول خلال متابعة أخبار السرقة التي راحت تتضخم مع ازدياد حالات الفقر والجوع في بلدٍ أنهكه الفساد والهدر والنهب والعجز.
بالأمس، شاهدنا فيديو لدورية تمكنت من القبض على لصين أمام أحد المنازل في بلدية بتاتر، الفيديو لاقى رواجًا واسعًا لا لشيء بل لأنّ أحد المقبوض عليهما عنصراً في أحد الأجهزة اللّبنانية الفاعلة على الأرض.
كالنار في الهشيم انتشر الفيديو على مواقع التواصل، وقد تسابق متداولوه إلى تسجيل مواقف “أخلاقية” على حساب العنصر الموقوف، فكتبوا معلّقات بحسن التربية والسلوك، لكن مهلًا: هل فكّر هؤلاء أنّ هذا العنصر ربّما يسرق ليطعم أولاده؟ أو خطر لهم أنّ هذا “المرتكب” تضاءل راتبه ليصبح بالكاد يساوي 67 دولارًا أميركيًا وهذا لن يكفيه لتلبية حاجات عائلته الغذائية الأولية ناهيكم عن الدواء والاستشفاء والتعليم وغيرها من ضروريات الحياة؟. أليس كبار المجرمين الذين تسببوا بوصول هذا العنصر وغيره إلى هذه الحال أولى بغضب المستغضَبين؟
ومن ثمّ هل راود هؤلاء المزايدين أخلاقيًا وإنسانيًا أن يغطّوا أو بالحدّ الأدنى يموّهوا وجه “اللّص البريء” قبل نشرهم الفيديو التشهري وهم بذلك يرتكبون جرمًا يُحاسبون عليه؟.
إعداد وتقديم: رامي وهاب
مونتاج: غادة مسلم
تصوير: سيزار عمرو